إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
محاضرة الإيمان باليوم الآخر
15193 مشاهدة print word pdf
line-top
الإيمان بصفات الله تعالى

ثم إن الله سبحانه وتعالى ذكر صفات له تدل على أنه الذي يجب أن يعبد وأن يرجى، وأن يعتمد عليه ويتوكل عليه. نذكر بعض الأمثلة، وصف الله تعالى نفسه بالسميع البصير العليم القدير؛ يعني أن هذه من صفاته سبحانه وتعالى من آمن بها ظهر عليه أثرها. من آمن بأن الله تعالى سميع، وأنه يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في ظلمة الليل، وأنه لا يشغله سمع عن سمع.
تقول عائشة رضي الله عنها: سبحان الذي وسع سمعه الأصوات؛ لقد جاءت المجادلة وأنا في جانب البيت ويخفى علي كلامها؛ فأنزل الله قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فمن آمن بأن الله تعالى سَمِيعٌ بَصِيرٌ ؛ آمن بأن الله تعالى يسمعه؛ فلا شك أنه سيتأثر من ذلك.
إذا أراد أن يتكلم بكلام سيئ واستحضر أن الله يسمعه؛ فلا بد أن يتوقف. يحاسب نفسه؛ كيف أتكلم بكفر؟ أو أتكلم بسباب؟ أو أتكلم بفسق أو بمعصية أو بشر من الشرور، وأنا بمرأى ومسمع؟! الله تعالى يسمع كلامي. وإذا كان الله يسمع كلامي فكيف أتجرأ على أن أتكلم وهو يسمع كلامي بكلام يكرهه أو بكلام قد نهى عنه؟! لا شك أن هذا أثر من آثار الإيمان بالغيب؛ حيث إنه يستحضر بأن الله تعالى يسمعه، ويعرف بأنه يكره منه هذا الكلام؛ فيحجزه استحضاره وإيمانه بسمع ربه سبحانه وتعالى، ويتوقف عن الجرأة في الكلام الذي لا يحبه الله تعالى.

line-bottom